خــاص
قبل انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية، كان موقف النائب عن دائرة البقاع الغربي، بلال الحشيمي، معارضاً بشدّة لوصوله إلى بعبدا. لم يتردد في مجالسه الخاصة بالتصريح بأنه “غير مستعد” للاقتراع لمن يرفض استقبال النواب في مكتبه.
لكن ما أن حُسمت أمور الرئاسة، قبيل الدعوة إلى جلسة 9 كانون الثاني الماضي، وزيارة الأمير السعودي يزيد بن فرحان إلى بيروت لتوزيع “كلمة السر” على النواب، حتى كان الحشيمي أول من لبّى النداء وانتخب جوزاف عون.
ومع دخول البلاد زمن تسمية رئيس للحكومة، مال الحشيمي لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة العهد الأولى. من ينسى زيارته لميقاتي غداة انتخاب عون، مشيداً به وبحكمته في إدارة الأزمات، ومفاجئاً إياه بنيّته تسميته لرئاسة الحكومة؟
الدافع لم يكن مبدئياً. بل ما سمعه النائب بأن “الرئيس” متفق مع ميقاتي على التأليف، كان كافياً ليقول في سره: “وجدتها، إذاً لماذا أسير مع التيار؟”.
في يوم الاستشارات، وقبل أن تحل بركة “كلمة السر” السعودية مرة ثانية، موجّهة النواب نحو القاضي نواف سلام، كان الحشيمي أول من سمّى ميقاتي، مقدّماً نفسه كنائب مستقل معارض. لكن الصدمة جاءت عندما تبيّن أن الاسم المتداول سعودياً هو نواف سلام، الذي نال العدد الأعلى من الأصوات.
انتقلت الحشيمي في الولاء من نجيب ميقاتي إلى نواف سلام
عندها، لم يجد الحشيمي عزاء سوى تبرير خطوته بأنه اختار ميقاتي “حرصاً على التوافق”، تماماً كما فعل مع عون، حينما تحوّل من منتقد إلى مادح، ثم فعل الأمر ذاته مع ميقاتي، قبل أن يستدير سريعاً نحو نواف سلام، محاولاً التقرب منه وتسويق نفسه كحليف له.
وكانت أكثر اللحظات صدمةً لمن عرف الحشيمي، يوم خرج من مقعده في مجلس النواب خلال جلسة مساءلة الحكومة التي عقدت مؤخراً، في “مشادته” الشهيرة مع النائب سليم عون، مجيباً على سؤال الأخير عمّن يمثل، بالقول: “أنا أمثل دولة الرئيس”، في إشارة إلى سلام!
كل ما يقوم به بلال الحشيمي لا يُبنى على رؤية أو وعي سياسي، بل يندرج ضمن منطق “سياسة الدكّان”، حيث تُباع المواقف وتُشترى.