خــاص
ثلاثة أطراف رئيسية خرجت خاسرة من انتخابات بلدية بيروت: رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، والنائبة التغييرية بولا يعقوبيان. ولكل منهم دلالاته الخاصة في هذه الخسارة.
الحريري: غياب مدوٍ وبيئة مشتتة
يُعدّ سعد الحريري خاسراً، ببساطة، لأنه اختار البقاء خارج الاستحقاق البلدي عنوةً. هذا الغياب ترك بيئته الشعبية تتشظى على أكثر من لائحة وصندوق، ولم تفلح تدخلات المقربين منه في تهدئة الغضب داخل الشارع السني، الذي ذهب قسم منه في اتجاهات متباينة، فيما رئيس جمعية “بيروت للتنمية”، وجد أن إعتماد سياسية “البلف” بحق جميع اللوائح هي الخيار الأفضل للتعبير عن مدى إنزعاجه من إخراجه بصورة مباشرة من الإستحاق. استمرار الحريري بهذا النمط من الانكفاء سيُصعّب عليه مستقبلاً مهمة الحفاظ على قاعدته الشعبية، وقد يفقدها نهائيًا مع الوقت.
مخزومي: نجاح جزئي لا يصنع زعامة
أما فؤاد مخزومي، ورغم أنه يُعتبر عرّاب لائحة “بيروت بتجمعنا” الفائزة، ورغم فوز عدد من المرشحين السنة من المحسوبين عليه بشكل مباشر، إلا أن الأرقام المسجلة لغاية الساعة، لم تكن على قدر التوقعات. المرشحون الذين دعمهم لم يتصدروا النتائج، بل توسطوا الترتيب وبعضهم تذيّله، في مشهد سيطر عليه مرشحو حزب الله وحركة أمل، الذين خرجوا كأكبر الفائزين من هذا الاستحقاق. فمخزومي، رغم حضوره، لم يتحوّل إلى “رقم صعب” في المعادلة البيروتية.
في المحصلة، يُتداول في بيروت اليوم أن من حمى المناصفة فعلياً هم ثلاثة أطراف: حزب الله، حركة أمل، وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية.
يعقوبيان: سقوط لائحة وعجز في الاستقطاب
النائبة التغييرية بولا يعقوبيان، التي دعمت بقوة لائحة “بيروت مدينتي”، خرجت أيضاً من السباق بخسارة واضحة. اللائحة التي تبنّتها لم تسقط فقط، بل انهارت منذ صباح يوم الاقتراع، حين انسحب الداعمون والمندوبون من حولها، لم يستعف تدخلها المباشر في يوم الإقتراع إلى جانب اللائحة وتحشيد مناصريها من رفع قدرة الإستقطاب لديها. وقد تجلى عجز يعقوبيان عن استقطاب الصوت الأرمني، الذي صبّ بقوة لصالح لائحة “بيروت بتجمعنا”، ما أظهر قدرة حزب الطاشناق على حشد وتأثير لم تستطع يعقوبيان مجاراته.
المسيحيون: مشاركة هزيلة وخسارة جماعية
في ذيل قائمة الخاسرين، يظهر المسيحيون ككتلة خاسرة. يشمل هذا التوصيف الأحزاب المسيحية كافة، إلى جانب الشخصيات المستقلة ورجال الأعمال، دون استثناء. فبرغم كل الحديث عن “بعبع المناصفة” وضرورة الدفاع عنها، لم يتمكن المسيحيون من تحقيق نتائج تتجاوز ما حققوه في معركة 2016، وظلّت مشاركتهم في الانتخابات هزيلة بشكل عام. وهنا يبرز سؤال جوهري: كيف لفريق يخشى على المناصفة، ألا ينزل بثقله الكامل إلى صناديق الاقتراع دفاعًا عنها؟