خــاص
لوحظ في الآونة الأخيرة تركيز عدد من الصحافيين الدائرين في فلك “المعارضة الشيعية” من بينهم الصحافي محمد بركات على توجيه انتقادات متكررة للنائب عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة الجنوب الثالثة (مرجعيون – حاصبيا)، إلياس جرادة. وتشير المعطيات إلى أن هذا الاستهداف الإعلامي يأتي في إطار توجيه سياسي لـ”إطلاق النار” على جرادة، الذي برز خلال ولايته النيابية الأخيرة كصوت معارض ضمن البيئة الجنوبية ومقبول من السواد الأعظم من الجنوبيين، على الرغم من عدم انتمائه إلى ما يُعرف بـ”الثنائي الشيعي”.
ووفقاً للتعميم صدر من جهة ما، جرى التركيز على اعتبار أن مقعد جرادة هو الأضعف نسبياً ضمن مقاعد الدائرة، ما يجعله هدفاً محتملاً يمكن اقتناصه في حال تمّت إدارة المعركة الانتخابية بشكل دقيق، وبالتالي توجيه ضربة لفكرة “التمثيل المقاوم” في الجنوب.
وبالفعل، افتُتحت المعركة عبر ترويج معلومات غير دقيقة تدّعي أن جرادة حسم أمره في الترشّح للمقعد الارثودوكسي على لائحة “الثنائي الشيعي” في الدورة المقبلة، وهو ما تنفيه مصادر عاملة على خط الإنتخابات في الجنوب. فقد علمت منصة elections26 أن جرادة يعكف حالياً على إجراء مشاورات مع مرشحين محتملين لتشكيل لائحة معارضة تضم شخصيات وازنة، وقد قُطع شوط كبير في هذا الاتجاه.
أما الهدف من حملة بركات وسواه، فيُرجّح أن يكون أولاً سحب الغطاء التغييري والمعارض عن جرادة من خلال إلصاقه بـ”ثوب الثنائي الشيعي” وذلك بالارتكاز إلى موقف سابق كان جرادة قد اصدره حول من عدم ممانعته الترشح على لائحة الثنائي ما إستغلاله ضده، وبالتالي يعمل الآن على تشكيل حالة تمنع الاصوات المعارضة في الجنوب لاسيما المسيحية منها من تجيير اصواتها لمصلحته. أما الهدف الثاني فيتمثل توجيه رصاص قنص صوب هذا المقعد، وفق تكهن يقوم على أنه بات في إستطاعت “المعارضة الشيعية” الفوز في مقعد شيعي ضمن الدائرة المذكورة، وبالتالي يجب تدعيمه بقعد ثانٍ (المقعد الأرثوذكسي) لتعزيز حضورها النيابي العتيد!
ويُعتقد أن بركات يرى نفسه مرشحاً محتملاً وقد تلقى وعوداً صريحة في هذا الشأن –او هذا يُنقل عنه-، حتى إنه يعتبر نفسه قد وضع قدماً في مجلس النواب، ولم يبقَ أمامه سوى الانتظار.