خـاص
يُخطّط الوزير السابق وئام وهّاب لترشيح نجله، هادي، للانتخابات النيابية المقبلة في العام 2026، عن المقعد التقليدي الذي يترشح عليه الوالد، أي أحد المقاعد الدرزية في دائرة الشوف – عالية.
يشرّك رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهّاب، لا سيما خلال الفترة الأخيرة، نجله الحائز على دكتورة في مجال السياسات الشرق أوسطية، في جميع أنشطته الاجتماعية والسياسية تقريباً، ويحرص على إبقائه إلى جانبه، مع ملاحظة منح نجله الأكبر فسحة حريّة كبيرة لأجل التعبير عن آرائه السياسية، وأحياناً، يُشارك وهاب “جونيور” في إجتماعات خاصة ذات طابع سياسي في منزل العائلة في الجاهلية، يدلي خلالها بمواقف، لاسيما على هامش الاجتماعات الحزبية.
غير أن التطوّر الذي أعد إستثنائياً، كان في معاودة هادي وهّاب مزاولة نشاطه السياسي عبر حساب رسمي “مُعرّف” يملكه عبر منصة “إكس”، وذلك بعد إنقطاع إستمر منذ عام 2022. غير أن المواقف الحديثة التي عاد بها وهاب “جونيور”، إختلفت بشكلٍ كبير جداً عن تلك التي يتخذها والده، من جهة، وتلك التي إتخذها هو بنفسه سابقاً من جهة أخرى. حتى أن الموقع السياسي بين الأب وإبنه قد إختلف فعلاً، ما أعطى إنطباعاً أن وهاب الصغير “كوّع” سياسياً ويتخذ لنفسه مساحة مستقلة عن والده، على الأرجح بعلم الاخير وتحت رعايته.
عودة هادي وهّاب إلى مزاولة نشاطه السياسي عبر منصة “‘إكس” كشفت عن تبنيه هوية سياسية مختلفة عن تلك المعهودة عن والده
ومع إشتداد الإشتباك السياسي الداخلي ودخول أزمة الطائرة الإيرانية المجال السياسي اللبناني، إتخذ وهاب “جونيور” مواقف هجومية – إنتقادية تجاه التحرّكات الحزبية التي قام بها ثنائي حركة أمل وحزب الله وأنصارهما عند طريق المطار القديم، ثم تطوّر في مواقفه بإتجاه إنتقاد ظاهرة “الاستعراضات” ذات الطابع السياسي في مطار رفيق الحريري الدولي، ومنها رسم العلم الأميركي من قبل البعض على أرضية جناح الوصول في المطار ومن ثم المبادرة للدوس عليه.
التموضع السياسي لهادي وهاب والمغاير عملياً لما عهد عن والده، يعد إنحرافة نوعية، يبدو أن الشاب “الهادئ والمحبوب” في محيطه يريد لها أن تكون مستقلة منزوعة أحمال المرحلة السابقة، متمايزة وواضحة وصاخبة إلى هذه الدرجة، لتكوين شخصية سياسية مغايرة عما هو سائد أو معلوم عن “البيت العائلي”، وربما إستقطاب فئة الشباب لاسيما في الجبل، خاصة وأن هذه الفئة تحديداً، رسمت منذ زمن مسافة عن الأحزاب والشخصيات السياسية التقليدية، وهو ما يعلم جيداً وهّاب “الكبير” و وهّاب “الصغير”.