خـاص
طلب رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة موعداً لـ”رمي السلام” على رئيس الحكومة الاسبق أيضاً سعد الحريري الذي كان عاد لتوّه من مكوثه في أبو ظبي حيث مرّ الرجل بأزمة صحية دقيقة جداً خرج منها سالماً بعد فترة نقاهة طويلة. قيل أن السنيورة طلب الموعد من سببين: موقع الزمالة، وموقع صديق الوالد.
كانت المفاجأة أن سعد الحريري لم يُعالج المسألة كما اعتقد طالب الموعد. تركها مرمية عند مكتبه الذي تعاطى معها بكل ود دونما أن يقرر. فهم أن “الشيخ سعد” غير مكترث، في وقتٍ كان التساؤل يدور في بيت الوسط حول طريقة الرد على الطلب، ليتدخّل”الشيخ أحمد” (الحريري) قاطعاً نزاع الناس بإعلان عدم الرغبة في إستقبال “فؤاد” في بيت الوسط.
وصلت الرسالة إلى شارع “بلس” حيث يقيم السنيورة، وفهم أنه غير مرغوبٍ فيه بعد اليوم، وإن الدافع الاكبر لعدم توفر الرغبة لا ينحصر فقط في أدواره الاقصائية تجاه آل الحريري في الانتخابات النيابية الماضية وما قبلها، بل تدخلاته المستمرة في معالم السياسة والإدارة في محاولة جادة منه لطمس أي ذكر للرئيس الحريري!
القرار على مستوى “غرفة عمليات تيار المستقبل” في محاصرة تحركات السنيورة السياسية
على أي حال، ما اساء السنيورة، أنه كان لتوّه يعتبر أنه بات مؤثراً ومتدخلاً في تأليف الحكومة الجديدة، وقد اصبح له حصة فيها ممثلة بوزير الداخلية الجديد حيث ساهم مساهمة كبرى في تسميته حتى ظن أنه بات شريكاً كبيراً في العهد الجديد، في وقتٍ كان حديث المقربين يتسّع ويعرض في الإشارة إلى أدوار السنيورة وتنسيقه الدائم مع فريق من نواب التغيير، على محاولة إحداث تغيير في شكل التمثيل الأمني، السني تحديداً، في العهد الجديد، من زاوية مشروع التعيينات الذي وضع على نار هادئة، حيث يطمح السنيورة ويطمع في إجراء تغييرات تشمل المواقع التقليدية التي تعود لتيار المستقبل، على رأسها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وما ينسحب عنها من مواقع تشمل رئيس شعبة المعلومات التابعة للمديرية.
“الحرب” التي شنها السنيورة، وفهمتها “غرفة عمليات تيار المستقبل”، كان الرد الأمثل عليها في محاصرة تحركات السنيورة ومشاريعه وإسقاطها فيما أتى إعلان الحريري معاودة نشاط تيار المستقبل ليشكل مساهمة كبرى، ما يحتمل بقوة أن يقطع دابر التلاعب بحصة التيار الأزرق أو عملياً في الحصة السياسية السنية، وينهي مشروع إقصاء ممثلي السنة في مجلس النواب عن التمثل ضمن السلطة الجديدة، والاهم يعيد الانتظام إلى حضور “المستقبل” ضمن تركيبة التوظيف داخل السلطة.
ومع مغادرة الحريري بيروت متوجهاً إلى أبو ظبي مساء الثلاثاء، يمنح السنيورة نفسه فرصة جديدة لمعاودة التحرك وفرض تصوراته ضمن السلطة الجديدة، فيما كل ما يقوم به أو يتولى تنفيذه الآن، يرتبط في رغبته بمأسسة حضور أوسع يستغله ويستفيد منه خلال إستحقاق 2026 النيابي، إذ يعمل السنيورة ويسعى لأن يكون له قوة تجييرية إنتخابية أفضل من تلك التي كانت في الاستحقاق الماضي عام 2022، لا تنحصر في بيروت فقط إنما تمتد على كافة المحافظات حيث سطوة تيار آل الحريري.