خـاص
اختارت لائحة “بعلبك مدينتي” الرقص والدبكة عنواناً لإطلاق برنامجها الانتخابي الأسبوع الماضي، في احتفال وصف بـ”الهزيل” نسبياً، إذا ما قيس بالغنى الشعبي الذي تمتاز به مدينة بعلبك. وقد أُقيم الحفل في مطعم “هياكل بعلبك”.
في العمق، سعت “بعلبك مدينتي” من خلال الرقص والغناء إلى إظهار اختلافها عن لائحة “الوفاء والتنمية” المدعومة من حزب الله وحركة أمل، لا إلى التنافس معها على أساس البرامج والأهداف الإنمائية.
المشكلة لا تكمن في “بعلبك مدينتي” و-ليس في الرقص من أصله- أو في الأسماء التي تطرحها، والتي قد تحمل برامج حقيقية، بل في العقلية التي يُخاض على أساسها السباق الانتخابي في المدينة، والتي ترتكز على إبراز التمايز الاجتماعي والثقافي، وهو ما قد يرتد سلباً على اللائحة نفسها، ويتحوّل إلى سلاح يُستخدم ضدها.
اللائحة المؤلفة من 21 عضواً، بينهم سيدات، تستعد لمواجهة لائحة “الوفاء والتنمية” المتماسكة، التي تضم ائتلافاً حزبياً وعائلياً واسعاً، وتملك قدرة كبيرة على الحشد والتجيير، في ما يُوصف محلياً بـ”المحدلة”.
إلى جانب هذا التحدي، يبرز عامل إضافي يتمثل في احتمال توسع رقعة اللوائح المعارضة، وهو ما قد يؤدي إلى تشتت الأصوات، ويؤثر تحديداً على حظوظ “بعلبك مدينتي”.
يبدو أن “بعلبك مدينتي” تخوض معركتها إنطلاقاً من شعارات يظهر إختلافها الثقافي والإجتماعي عن منافستها الأولى
وقد أعلنت المرشحة زينب عثمان، باسم اللائحة، أن الهدف الأساسي هو “النهوض بمدينة بعلبك بعد سنوات من الحرمان والتهميش”، مضيفة: “تراكمت على كاهلنا أعباء المسؤولية… ضاق بنا أفق الغد، ولم يعُد ضميرنا يحتمل التراخي.”
وأضافت: “بعلبك تقف فوق بركان من الأزمات، من المياه غير المطابقة للمواصفات، إلى النفايات التي غزت الشوارع، وصولاً إلى غياب الأمن وانتشار الفوضى العمرانية.”
وشددت عثمان على رفض الخطابات التحريضية والتخوينية، معتبرة أن “الخطر الحقيقي على بعلبك اليوم هو الفساد، لا الخصم السياسي.” ودعت إلى مشاركة كثيفة في صناديق الاقتراع من أجل بلدية شفافة، مستقلة، وتعمل بلا “فيتو” ولا توجيه.
وتعهدت اللائحة ببرنامج عملي من 11 محوراً، يرتكز على الإنماء المستدام، والخدمات الأساسية، والشفافية، واستعادة ثقة المواطنين بالمجلس البلدي، تحت شعار: “إنماء، ثم إنماء، ثم إنماء.”