خــاص
بلغت “الوقاحة” برئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، أن يستضيف، في منزله في بلس – الحمراء، إجتماعات إنتخابية الغاية منها ضرب إمكانية التوافق بلدياً في العاصمة والتدخل في شؤونها الإنتخابية، ما تسبّب بموجة إستنكار عارمة تقدمتها شخصيات سياسية وأخرى إجتماعية، أتفقت على عدم علاقة السنيورة بشؤون العاصمة الإنتخابية.
هذا الفعل تضاف إليه أفعال أخرى، كمثل “دس” السنيورة أسماء من ضمن اللائحة السابقة التوافقية بعد حجز حصّة له أو نسف ما يُمكن ويسهل نسفه، أو الايحاء إلى محسوبين عليه أو مقربين منه، بأن يرفضوا أسماء فلان وفلان، حتى أن السنيورة ذهب بعيداً في محاولة إختزال رأي الشخصيات البيروتية، عبر إسقاط الفيتويات “الاقليمية” على هذا الاسم أو ذاك.
هذه التدخلات وتلك الافعال، لم يكن وقعها إيجابياً على المعنيين مباشرة ليس في إنتخابات بلدية بيروت، بل العاصمة –وعائلاتها- بشكل عام، إلى حد أن خصص جزء من أحد اللقاءات الانتخابية الاساسية في بيروت، لتوجيه إنتقادات حادة إلى الدور الذي يُمارسه فؤاد السنيورة، ودعوته إلى الكف عن تدخلاته في إنتخابات العاصمة، والبحث عن مكان آخر ليتدخل به، وهذا الكلام أتى متزامناً ومتقاطعاً مع موقف آخر، أكثر حدّة، عبر عنه رئيس جمعية “المقاصد”، فيصل سنّو، حين دعا السنيورة إلى مغادرة إنتخابات بيروت، والتفرّغ لشؤون إنتخابات بلدية في صيدا حيث تدور معركة صاخبة هناك، في تعبير واضح حول غربة السنيورة عن العاصمة.
تدخلات السنيورة في الإستحقاق البلدي البيروتي دفعت شخصيّات وازنة إلى الطلب إليه كف يده عن العاصمة
على أي حال، لم تفلح تحركات فؤاد –أو غيره- في ضرب فكرة تشكيل لائحة توافقية، بعدما باتت جميع القوى، تقريباً، منخرطة في تأليفها، من حزبي القوات والكتائب، إلى الثنائي الشيعي (حزب الله – حركة أمل) مروراً بالنواب البيارتة فؤاد المخزومي ومحمد شقير، ووزراء سابقون كميشال فرعون. بقيت الجامعة الاسلامية خارج الاجماع، أو عملياً تم إخراجها بقرار إقليمي – خارجي كمثل ما حدث مع رئيس تيّار المستقبل، سعد الحريري، في وقتٍ مازال البحث جارياً بينها وبين النائب نبيل بدر للوصول إلى لائحة تشاركية تعد الثالثة في بيروت، بعد أن أعلنت “بيروت مدينتي” نسخة 2025 عن لائحة غير مكتملة في العاصمة.