خــاص
ذهل كثيرون من مناصري القوات اللبنانية وآل طوق عند علمهم بالاتفاق الذي أُبرم بين رئيسة الكتلة الشعبية في زحلة، ميريام طوق سكاف، وحزب القوات اللبنانية.
الدهشة لم تكن وليدة اللحظة؛ فالجميع كان يدرك أن ستريدا جعجع لطالما غارت غيرة عمياء من ميريام، ابنة عمها جبران طوق، منذ أيام صباها حين كانت تعيش في منزل عمها. غيرة غذّتها سنوات من الفوارق الطبقية وفيما بعد العائلية، بعد أن إختار والد ستريدا الزواج والإنجاب من سيدة إفريقية حالت دون أن يبني لنفسه مكانة اجتماعية كتلك التي حازها شقيقه جبران، الذي راكم ثروة فتحت له أبواب النيابة.
عادت والدة ستريدا من غانا لتقيم مع أولادها الثلاثة في منزل سلفها جبران، ما زرع في نفس الابنة الكبرى شعورًا باطنياً سلبياً تجاه عمها وأولاده، لا سيما ميريام الجميلة، التي أصبحت لاحقًا محط أنظار الطبقة السياسية الراقية. فارتبطت ميريام بابن الزعيم جوزاف سكاف، السياسي الثري، في زواج جمع بين العائلتين الكبيرتين، بينما اختارت ستريدا قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، طمعًا بالسلطة والنفوذ.
مرّت الأيام، وجاءت الانتخابات البلدية. ستريدا باتت صاحبة المال والجاه السياسي، بينما ميريام وجدت نفسها تتخبط بعد وفاة زوجها. وهنا قررت ستريدا أن تنفّذ انتقامها المؤجل: أصدرت أوامرها الصارمة بأن يتحالف منسقو القوات في زحلة مع ميريام.
في البداية، ظن البعض أن ستريدا تحنّ على ابنة عمها المُحاربة من كل صوب، حتى من داخل عائلتها. ولكن، بالتمحيص، تبيّن أن ستريدا تريد إذلال ميريام: أن تراها وحيدة، ضعيفة، قابعة في منزل آل سكاف، تستجدي منسق القوات في زحلة، ابن خصم آل سكاف التاريخي، أن يمنحها مقعدًا بلديًا إضافيًا هنا أو هناك.
فوّضت ستريدا العلاقة مع ميريام طوق إلى منسّق القوات في مدينة زحلة
ستريدا، سيدة الانتقامات بامتياز، تواصلت بخبث مع ملف التحالفات: ميريام وافقت على تحالف مع القوات مقابل 8 مقاعد بلدية، ترتفع إلى 10 إذا انسحب الكتائب. ومع انسحاب الكتائب وتحالفهم مع لائحة أسعد زغيب، حصلت ميريام على 7 مقاعد فقط. القوات لم تكتفِ بذلك، بل طالبت بأن يكون العضو الشيعي والعضو السني من حصتها أيضاً.
في محطة لاحقة، حاولت ميريام حضور العشاء الداعم للائحة في معراب، فرفضت القوات استقبالها، لأن ستريدا لا تريدها نداً لها، بل موظفة صغيرة تتعامل معها عبر منسق القوات في زحلة، وكأنها مسؤولة عن “فرع آل سكاف”.
ميريام، بحسن نيتها ورغبتها في حماية إرث عائلتها، تُهدي ستريدا انتقاماً لطالما حلمت به: تجلس ستريدا في معراب تتلذذ برؤية ميريام وهي تنتقل من بيت إلى آخر ومن شارع إلى شارع، تبحث عن دعم القواتيين.
وربما، بعد قراءة هذه السطور، ومن باب “نكاية بالكاتب”، قد تمنح القوات لميريام المقاعد العشرة التي تطمح إليها. ولكن، حتى لو حدث ذلك، ستكون ميريام قد خسرت الكثير: خسرت استقلاليتها، وخسرت فرصتها في الترشح الجدي للانتخابات النيابية مستقبلاً، بل حتى تنافس ستريدا على لقب “من ترتدي أجمل فستان من Aishti”.